ظاهرة جوية نادرة غير مسبوقة تضرب الأردن بأقوى موجة قطبية منذ سنوات وسط تحذيرات من عاصفة ثلجية وانخفاض قياسي في درجات الحرارة

توقع خبير الطقس والمناخ مالك سعادة أن تشهد الأردن ظارهة جوية نادرة تُعرف بـ”الانفجار البارد” وهو الأول من نوعه منذ سنوات عديدة، وأوضح أن هذه الظاهرة ستنتج عن انقسام الدوامة القطبية إلى كتلتين ضخمتين من الهواء شديد البرودة، حيث ستتحرك إحداهما مباشرة نحو المنطقة خلال الأيام المقبلة، مما سيؤدي إلى موجة قطبية قوية تتراوح شدتها بين 20 و28 فبراير الجاري، ومن المتوقع أن تصاحبها انخفاضات حادة في درجات الحرارة وأحوال جوية غير مستقرة، مما يجعلها من أبرز الظواهر الشتوية لهذا الموسم.
ظاهرة جوية نادرة
أوضح الخبير مالك سعادة أن هذه الكتلة الهوائية شديدة البرودة ستجلب معها موجة برد قاسية مصحوبة بمختلف الظواهر الشتوية، مثل الصقيع والانجماد وهطول الأمطار وتساقط البرد بالإضافة إلى رياح قوية قد تؤدي إلى اضطرابات جوية واسعة النطاق، كما أشار إلى احتمال تساقط الثلوج لكنه شدد على أهمية عدم التسرع في تحديد تفاصيل ذلك نظرًا لتغير المعطيات الجوية باستمرار، وأكد أن الدقة العلمية تتطلب الانتظار حتى اقتراب الحدث أي قبل 72 ساعة من وصول الكتلة الباردة لضمان توقعات أكثر دقة ووضوحًا بشأن التأثيرات المحتملة.
موجة برد غير مسبوقة
يحدث “الانفجار البارد” عندما تستقر كتلة ضخمة من الهواء شديد البرودة فوق منطقة معينة، قبل أن تتفكك وتندفع بسرعة أفقية، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وموجات برد قاسية، وتُعد هذه الظاهرة مألوفة في أمريكا الشمالية وأوروبا والمناطق القطبية لكنها نادرة الحدوث في بلاد الشام ما يجعل تأثيرها هذا العام استثنائيًا.
تشير الأرصاد الجوية إلى أن هذه الموجة القطبية ستبدأ بالتأثير على المنطقة اعتبارًا من الخميس 20 شباط حيث ستزداد شدتها تدريجيًا خلال الأيام التالية، وتُظهر الخرائط الجوية أن المناطق التي ستتعرض لأشد موجات البرد تتميز بألوان بنفسجية وأبيض داكن، مما يعكس حجم الكتلة القطبية الباردة وآلية انقسامها، ومع استمرار تطور الحالة الجوية ستكون التحديثات المستمرة ضرورية لرصد أي تغييرات محتملة، وسط ترقب واسع لما ستحمله هذه الظاهرة من أحوال جوية غير معهودة في المنطقة.
عاصفة ثلجية قوية
مع اقتراب موعد تأثير الكتلة القطبية المنتظرة تشير أحدث التوقعات الجوية إلى سيناريوهين محتملين للتأثيرات المرتقبة، وفق ما أفادت به مصادر متخصصة في الأرصاد الجوية، وابتداءً من اليوم ستبدأ المملكة بالتأثر بهذه الكتلة الهوائية شديدة البرودة، حيث ستتحول الأجواء تدريجيًا إلى شديدة البرودة، يتبعها هطول أمطار غزيرة يوم الجمعة، أما السبت فمن المتوقع أن تبدأ الثلوج بالتساقط بشكل متواصل لأكثر من 24 ساعة، مع تراكمات معتبرة في المرتفعات، ما ينذر بعاصفة شتوية غير مسبوقة تتطلب استعدادات استثنائية.
منخفض قطبي عميق وعاصفة ثلجية مرتقبة
تترقب المنطقة تأثيرًا مباشرًا لكتلة هوائية قطبية شديدة البرودة، ما يفتح الباب أمام احتمالين رئيسيين للأحوال الجوية خلال الأيام القادمة، السيناريو الأول يشير إلى منخفض جوي عميق يحمل معه أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية وتساقطًا كثيفًا للثلوج على معظم المرتفعات الجبلية، مع استمرار تأثيره لعدة أيام، أما السيناريو الثاني فيتمثل في عاصفة ثلجية قوية تبدأ مساء السبت وتستمر حتى صباح الاثنين محملة برياح عاتية وثلوج تشمل المرتفعات العالية والمتوسطة، مع تحديد دقيق للارتفاعات المشمولة لاحقًا، وتبلغ البرودة ذروتها يوم الجمعة حيث ستعيش بلاد الشام والدول المجاورة أجواء قطبية بامتياز، في ظل تأثير مباشر لهذه الكتلة الهوائية شديدة البرودة.
تأثيرات موجة البرد القطبية
تشير التوقعات الجوية إلى انخفاض حاد وغير مسبوق في درجات الحرارة، حيث ستصل إلى مستويات قياسية وفقًا لأحدث نماذج الطقس، وستستمر الأجواء الباردة بشدة لعدة أيام متتالية خاصة فوق المرتفعات الجبلية مما يعزز فرص تشكل الجليد والانجماد بشكل واسع النطاق، كما ستظل الرياح القطبية القارسة مسيطرة على الأجواء حتى يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 على الأقل، ما ينذر بفترة شتوية قاسية وطويلة، تتطلب استعدادات مكثفة لمواجهة تأثيراتها الممتدة.