مشاهد ممزوجة بخيبه الامل والقهر .. اندلاع حريق يبتلع سوق القرب بني مكادة وفتح تحقيق عاجل في الواقعة

سوق القرب بني مكادة، الذي كان في يوم من الأيام شاهداً على العديد من قصص المعاناة والتحديات، أصبح اليوم رمزاً للتحول والفرص الجديدة في مدينة طنجة. في شتنبر 2013، وفي أجواء مهيبة داخل خيمة كبيرة نصبت في حي بني مكادة، أعلن الملك محمد السادس عن مشروع طنجة الكبرى كمشروع طموح ورؤية جديدة للمستقبل، وبعيداً عن هذا الإعلان، كانت لحظة لا تنسي عندما قدم الملك، محاطاً بكبار الشخصيات والمسؤولين، يد العون لسيدة مسنة، كانت دموع الفرح تملأ عينيه عندما تسلمت مفاتيح أحد المحلات التجارية في السوق.
سوق القرب بني مكادة
في صباح يوم 22 فبراير 2025، تحطم حلم طويل الأمد في لحظة مفاجئة، فقد اندلع حريق مروع في سوق القرب بني مكادة، ليحولها من رمز للكرامة والفرص إلى بقايا من رماد وركام متفحم، وبدأ الحريق فجأة داخل أحد الممرات، وسرعان ما انتشر بسرعة شديدة مستفيداً من طبيعة البضائع القابلة للاشتعال والبناء المعدني الذي ساعد في انتشار النيران، وفي ذلك الوقت كانت السوق مغلقة كما هو معتاد قبل بدء النشاط التجاري بعد منتصف النهار، ولكن ذلك لم يمنع النيران من اجتياح المكان، التجار الذين كانوا على وشك افتتاح محلاتهم، وصلوا إلى الموقع في حالة من الذهول، غير قادرين على تصديق أن سلعهم التي جمعوها على مدار سنوات قد تحولت إلى رماد في بضع دقائق فقط.
مشهد مأساوي يشهده المغرب بعد الحريق المأساوي المدمر
عند وصول العمدة منير ليموري ووالي أمن طنجة إلى موقع الحريق، كان المشهد صادم ومؤلم، وكان التجار في حالة من الانهيار التام، منهم من جلس على الأرض باكياً، وآخرون يصرخون في غضب وحيرة، يسألون عن مصيرهم وما إذا كان هناك أي أمل في التعافي، لقد اجتمعوا حول بقايا محلاتهم التي أصبحت مجرد أطلال بعد أن ابتلعتها النيران، وبينما كانت السلطات تفتح تحقيق عاجل لفهم ملابسات الحادث، كانت الأسئلة تتردد على لسان الجميع، هل يمكن إعادة بناء هذا السوق، أم أن تلك اللحظات الجميلة قد اختفت إلى الأبد.